رئيس جمهورية طاجيكستان

كلمة في المجلس الوطني ومجلس النواب للمجلس الأعلى بمناسبة أدائه قسم اليمين رئيساً للجمهورية طاجيكستان

13:08 16.11.2013 ،مدينة دوشنبه

أبناء الوطن الأعزاء،

أعضاء المجلس الوطني ومجلس النواب المحترمين،

الحضور الكرام،

إن الانتخابات الرئاسية في جمهورية طاجيكستان التي جرت يوم 6 نوفمبر من العام الجاري قد أثبتت مرة أخرى أن مجتمع طاجيكستان اليوم قد تحولت فيه بالفعل الوحدة الوطنية ومناخ التفاهم والإخلاص لتطلعات الشعب الطاجيكي على امتداد القرون ورسوخ السلم والاستقرار والثقافة السياسية العالية لدي المواطنين إلى قوة عظيمة فارقة لمصير حاضر الوطن ومستقبله.

وفي هذا اليوم خرج الشعب بما لديه من الحكمة وبعد النظر والثقافة ليدلي بصوته بحكم ارادته وحسن نيته من أجل تقدم طاجيكستان العزيزة وحياته السعيدة وعمران وازدهار بلدنا الحبيب.

وأنا مع كل الاحترام أعبر عن عميق شكري وتقديري وبالغ حب واخلاص البنوة إلى جميع أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء الذين يعيشون ويعملون في مختلف البلدان على ثقتهم بحملي مصائرهم ومسئولية إدارة الدولة للسنوات السبع القادمة.

وإني أدرك تمام الإدراك مدى هذه المسئولية العظيمة أمام الوطن ومصالح الدولة والأمة، وحاضرها ومستقبلها، والحفاظ على سيادة البلد وسلامة أراضيه وسوف لا أدخر جهداً وما لدي من معرفة وتجربة وحتى كياني كله للوفاء بثقة مواطني طاجيكستان كلهم.

وفي أول مرة وفي أي من الظروف تم اختياري رئيساً للدولة – هذا لم أنسه ولا للحظة واحدة.

يومها كانت طاجيكستان الحديثة الاستقلال تتعرض لأسباب معروفة لأشد وأحلك اختبار التاريخ وكان أمام طاجيكستان وشعبها قضية مصيرية "إما الحياة وإما الموت.!"

وكان البلد يحترق في نيران الحرب الأهلية  المفروضة والأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحادة.

وفي الفترة من عام 1991 لغاية عام 1997، أي عام توقيع الاتفاقية العامة لإقرار السلام والوفاق الوطني كان الشغل الشاغل لقيادة الدولة ومساعيها موجهة إلى إنقاذ شعبها من الجوع والفقر والمسكنة والضياع والتشتت وإنهاء الحرب الأهلية المشينة.

وإلى جانب ذلك كان علينا أن نخلص الشعب الطاحيكي من خطر التفرق وأن نحمي دولة طاجيكستان من الانزلاق إلى هاوية الزوال والتمزق وأن نقوم بإعادة تفعيل أجهزة الدولة المصابة بالشلل وأن نرجع أكثر من مليون لاجئ إلى أوطانهم وأن نعيد إعمار المنازل والمؤسسات المهدمة وأن نضع تحت رعاية الدولة آلاف الآلاف من الأطفال اليتامى والنساء الأرامل والأمهات الثكالى ومن بات دون عائل.

ولله الحمد حمداً كثيراً أننا بالاعتماد على روح شعبنا العزيز التي لا تقهر أعدنا الحياة ثانيةً إلى طاجيكستان الحبيبة وفتحنا أمامها آفاق التقدم والعمران والمستقبل الزاهر.

واستطاعت طاجيكستان في فترة زمنية قصيرة أن تقوم مثل طائر ناري أسطوري من بين الرماد والأنقاض وأن تنضم إلى الأسرة الدولة كعضو كامل الحقوق.

وقمنا بتسخير كل الموارد والطاقات وبذل كل المساعي والجهود في ثلاثة محاور رئيسية – تحقيق الاستقلال في الطاقة، والخروج من العزلة المواصلاتية، وتحقيق الأمن الغذائي باعتبارها من الأهداف الستراتيجية الوطنية وما حققناه من إنجازات في هذه المحاور معروفة للجميع.

وفي كافة أنحاء البلاد، ابتداءً من دوشنبه العاصمة وانتهاءً إلى أبعد القرى في صغد وختلان ووديان واخش وزرافشان وراشت وحصار ومنها إلى سفوح جبال بدخشان الشاهقة التي تعانق السماء يشاهد الناس بأم أعينهم النمو الاقتصادي كل يوم ويشكرون ربهم على ما حباهم بفضل الاستقلال بنعمة السلام والأمان والاستقرار والوحدة الوطنية وما يشهده وطننا العزيز من توسع متزايد يوماً تلو يوم في عملية العمران والبناء.

فمجرد بضعة أمثلة أذكرها عن انجازات السنوات السبع المنصرمة تكون بإيجاز دليلاً على التحولات العظيمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

إن الناتج المحلي الإجمالي قد ازداد من 9.3 مليار ساماني (4.7 ساماني = 1$) في عام 2006 إلى 42.1 مليار ساماني في عام 2013

وكان متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7% وازدادت الموارد المالية للأهالي 4.2 ضعفاً وحجم  الادخارات 4.5 ضعفاً ومتوسط الرواتب 5.5 ضعفاً وهذا كله يدل بوضوح على التنمية الاقتصادية المستدامة في البلاد.

وهذا حدث في حال كان العالم يعاني من وطأة الأزمة الشديدة المالية والاقتصادية التي وصلت إلى اقتصادياتنا آثارها السلبية وكما نلاحظ أن عواقبها وتداعياتها لا زالت موجودة فيها.

ونتيجة بناء مدارس جديدة تم توفير 250 ألف مقعد أضافي للتلاميذ وتم بناء أو إعادة بناء مئات من المؤسسات الطبية.

وازداد حجم تمويل مجالات المعارف والرعاية الصحية من الخزانة العامة 7.2 ضعفاً

إن هذه الإنجازات جاءت نتيجة العمل المنسق لحكومة البلاد وغيرها من فروع السلطة وأجهزة الدولة كافة وهي بطبيعة الحال ثمرة من ثمار الأتعاب المخلصة لأبناء شعب طاجيكستان الشرفاء الذين لهم مني كل الشكر والتقدير.

ولكن هذه الإنجازات لا ترتقي بعد إلى ما نتطلع إليه من القناعة ورضى النفس، إذ إن حياة مجتمعنا لا زال فيها الكثير من مشاكل ومسائل تتطلب المعالجة ونحن سوف نقوم بتعبئة كل الجهود والموارد والقدرات لمعالجة ما يعانيه شعبنا من مسائل ملحة.

أبناء الوطن الأعزاء،

الحضور الكرام،

إني أعلن بثقة راسخة بأن السنوات السبع التالية سوف تضع أساساً معتمداً عليه لعقود من الزمن لتنطلق طاجيكستان منها نحو مزيد من التقدم والرخاء وترسيخ دعائم سيادة الدولة.

وفي هذا الصدد سيكون من الأهم أن نعطي زخماً جديداً لاقتصاد بلادنا على أساس أحسن منجزات الزمن المعاصر وأن نوفر ظروفاً يكون باستطاعة كل مواطن العيش عيشاً كريماً يستحقه.

وللوصول إلى هذا الهدف نأخذ كأساس تجارب الدول المتقدمة وثقافة وحضارة أمتنا التي تضرب في أعماق التاريخ بآلاف السنين ونستخدم على نطاق واسع القدرات الذهنية والطاقات الإبداعية التي يتمتع بها كل مواطن في طاجيكستان.

وإن كل الخطوات التي تم اتخاذها في مجال الاصلاحات الاقتصادية كانت تحمل طابعاً اجتماعيًا. 

وتزداد في البلاد من سنة لأخرى فرص عمل إضافية وتعطى الأولوية لبناء وإعادة بناء المؤسسات التعليمية والصحية وتتم معالجة مسائل تأمين السكان بمياه الشرب النقية والكهرباء.

وللوصول إلى هذا الهدف سوف نستمر في تنفيذ استراتيجية التنية الوطنية لرفع مستوى رفاهية شعب طاجيكستان لأعوام 2013-2015

وأيضاً نبدأ بإعداد استراتيجية التنمية الوطنية لغاية عام 2030 ونحقق التكامل بين البرامج القطاعية والإقليمية.

وإذا كانت نسبة الفقر 83 في المئة في عام 1998 فإنها سوف يتم تخفيضها إلى 30 في المئة لعام 2015 و20 في المئة لعام 2020

وإن نسبة نمو الاقتصاد الوطني بحلول عام 2020 سوف تصل إلى أكثر من 80 في المئة، والذي من شأنه أن يكفل التنمية المستدامة للبلاد.

وبحلول عام 2020 يزداد الناتج المحلي الإجمالي على كل فرد بمعدل 1.5 إلى ضعفين.

وستتم زيادة حصة الإيرادات والنفقات التشغيلية من الموازنة العامة للدولة من مجموع الناتج المحلي الإجمالي إلى 25 في المئة ، والإنفاق لاجتماعي من 12 في المئة إلى 16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ومن أجل تنفيذ الإدارة الطويلة الأجل للمالية العامة سوف نقدم آلية جديدة لتشكيل الموارد المالية، كما أننا في المستقبل نعمل من أجل  منع الآثار السلبية التي قد تفرزها حالات محتملة على الاقتصاد الوطني.

وفي هذا السياق، تشكل برامج الحكومة الاستراتيجية الركيزة الأساسية للسياسة المالية وسيتم تطوير النظام المحدد لتقييم الإنفاق المثمر من ميزانية الدولة بحسب القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

وهذا سوف يتيح لنا فرصة لزيادة أجور موظفي الدولة والمعاشات والمنح الدراسية ثلاث مرات خلال هذه الفترة.

وبشكل عام، فإن الدخل الحقيقي للسكان على مدى السنوات السبع المقبلة سوف يزداد بنسبة أربعة أضعاف.

وسيستمر تسريع عملية تطوير الطاقة الكهرومائية باعتبارها الركيزة الأساسية لاقتصاد البلاد ليتم رفع أحد العوائق الرئيسية لتطوير الاقتصاد الوطني - نقص الكهرباء. ولهذه الأغراض يتم تنفيذ عشرات المشاريع الكهرومائية ذات الأولوية.

أما مسئلة إخراج طاجيكستان من عزلتها المواصلاتية فإنها من جملة الأهداف الستراتيجية للتنمية الوطنية وإننا من حسن الحظ قد أنجزنا هذا البرنامج المصيري بنجاح.

 واليوم غدا طريق الحرير العظيم عاملاً من عوامل الاستقرار والصداقة والتكامل والتنمية الاقتصادية والتجارة التي تربط طاجيكستان بالعديد من بلدان العالم – سواء في الشرق أو الغرب والشمال أو الجنوب.

وإننا سوف نستمر في حشد كل مواردها والفرص المتاحة لتطوير شبكات الاتصالات وفي المقام الأول لبناء الطرق والجسور والأنفاق لحركة السيارات بما يطابق المعايير الدولية كشرايين رئيسية لضمان تنمية البلاد.

ونولي الاهتمام الكافي لبناء وإعادة بناء المطارات والسكك الحديدية وطرق السيارات وبالتالي نعطي دفعاً قوياً للتنمية المستدامة في البلاد وتوسيع  رقعة علاقاتنا الدولية.

وإن هدفنا الأساسي في الصناعة هو تحقيق الزيادة التدريجية في الطاقة الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات والتوسع في القدرة التصديرية للبلاد ورفع المستوى الفني للإنتاج من خلال الاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا الحديثة  فضلا عن إشباع السوق بالمنتجات التي تطابق المعايير الدولية.

وفي هذا الاتجاه اهتمام مستمر  بإنعاش المنشآت الصناعية الكبيرة واستخراج المعادن وتصنيعها وتطوير الصناعة الخفيفة ومواد البناء وتصنيع المواد الخام المحلية وتوسيع القدرة التصديرية للبلاد.

ولتحقيق هذا الهدف من المخطط له بناء ما يزيد عن 200 منشأة إنتاجية جديدة بمبلغ أكثر من 4 مليار ساماني لغاية عام 2020

ولتحقيق أحد أهداف البلاد الاستراتيجية - ضمان الأمن الغذائي يتم التركيز على التنمية المستدامة للزراعة باعتبارها توجهاً استراتيجياً للتنمية الوطنية وزيادة الإنتاج الزراعي وفي العموم تزويد السكان بالإنتاج الوطني للمواد الغذائية.

وتحقيقاً لهذه الغاية، سوف يستمر إصلاح القطاع الزراعي وزيادة كفاءة الموارد المائية والأراضي، وبشكل عام، ثقافة استخدام الأراضي.

وإن مجالات العلم والتعليم والرعاية الصحية سوف تبقى من القطاعات الرئيسية للسياسة الاجتماعية ويزداد تمويلها من سنة إلى أخرى وتستمر الإصلاحات في هذا الاتجاه.

وإن استراتيجية "الانعطاف على الشباب" سيكون أيضا موضع اهتمام الدولة والحكومة في السنوات المقبلة.

لأن معالجة المسائل المتعلقة بحياة الشباب، أي الجيل الصانع لمستقبل الأمة ومؤمل الشعب، حيث أنها رعاية لمستقبل عمران المجتمع واستقراره واطراد تقدم الدولة.

وفي هذا الصدد، سيتم تعزيز وتيرة تدريب الموظفين المؤهلين تأهيلا عاليا لتلبية متطلبات الوقت على حد سواء في الداخل والخارج  وسوف تعطى الأولوية لقضايا انتقاء وتنسيب كوادر أكفاء يتقنون اللغات وذوي معارف ومهارات عصرية ومستويات مهنية عالية، كما أن تنمية الإنسان تعطى لها الأولوية.

ومن جملة الأهداف الهامة للسياسة الاجتماعية بلورة شخصية الإنسان المتطور الكامل والدعوة إلى نمط الحياة السليمة وتربية الجيل الناشئ في روح الهوية الوطنية وحب الوطن واحترام القيم الوطنية والعالمية الطيبة البناءة.

وفي هذا المضمار هدف آخر للدولة وهو إعلاء منزلة المرأة في المجتمع وإعداد كوادر من النساء والفتيات الموهوبات ودعم المبادرات النسائية في مختلف قطاعات المجتمع ورعاية الأسرة.

وسوف يستمر دعم الدولة للأسر ذات الدخل المنخفض من خلال تهيئة الظروف لتنميتها  والأطفال والمراهقين اليتامى والمتروكين دون رعاية وذوي الإعاقة ليكونوا تحت الإشراف المباشر ووصاية الدولة.

وإن حكومة البلاد في أقرب موعد تقوم باعتماد برنامج " التنمية الريفية " والبدء بتنفيذه حتى يتم على أساسه إعادة بناء البنية التحتية للمدن الصغيرة والقرى والمؤسسات التعليمية والصحية ومنشآت صيانة الطرق وإمدادات المياه والثقافة والرياضة.

وسوف تولى أهمية قصوى بتشغيل مصانع جديدة لإنتاج منتجات تنافسية والموجهة إلى التصدير وتصنيع المواد الخام المحلية في كافة مراحلها وإدخال التكنولوجيا الحديثة وتوفير فرص عمل جديدة.

وأيضا سوف يبقى الدعم الشامل للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخاصة أعمال التصنيع من المهام الأكثر أهمية في المستقبل.

وفي هذا الاتجاه ومن خلال زيادة حجم صندوق دعم الأعمال يتم ضمان تطوير أعمال التصنيع في المجالات ذات الأولوية.

وانتهازاً لهذه الفرصة المتاحة أود أن أجدد الشكر لكافة رجال الأعمال الشرفاء والفتيان الكرماء والرجال الأسخياء الذين تطوعوا بنشاط للمشاركة في عملية بناء الوطن وإعماره من خلال إنشاء مرافق اجتماعية والشركات الإنتاجية التي توفر فرص عمل جديدة لعشرات الآلاف من الناس في البلاد.

وفي مجال ديمقراطية المجتمع في طاجيكستان قد أحرزنا إنجازات ملحوظة وسوف نواصل هذا النهج بخطى واثقة ونحن ندرك أن إنشاء مجتمع ديمقراطي هو عملية تاريخية طويلة نحن فيها اليوم في بدايتها.

ويمكن أن نذكر عن قناعة أن اليوم في البلاد تشكلت منظومة متعددة الأحزاب ويعمل مختلف منظمات المجتمع المدني بحرية.

وإننا بصدد استكمال مجمل النظام الديمقراطي وقيمه وسيادة الدولة المدنية القائمة على أسس قانونية والتعددية الفكرية وحرية العبادة والكلمة في إطار الدستور والقوانين مع مراعاة المصالح الوطنية العامة والمعايير الدولية.

ووفقا للمعايير الدستورية يتم تعزيز رعاية الحقوق والحريات الفردية، والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ومختلف أشكال الملكية وسيادة القانون وتحسين أداء السلطة القضائية والاستمرار في الإصلاحات القضائية والقانونية لإرساء قاعدة قانونية تمكننا من تحقيق هذه الأهداف.

وفي السنوات اللاحقة أيضاً يتم تعزيز مكافحة الجرائم وفي مقدمتها الفساد والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات وغيرها من الجرائم المنظمة الدولية كأهم مجال لعمل وزارات إنفاذ القانون والجهات الأمنية المختصة كافة.

الأصدقاء الأعزاء،

كنت في 15 مارس عام 2013 أثناء لقائي مع موظفي السلك الدبلوماسي قد توقفت بالتفصيل على الأولويات والمهام الرئيسية للسياسة الخارجية التي تنتهجها دولة طاجيكستان في السنوات القادمة.

والآن أود أن أؤكد مرة أخرى أن الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية لدولة طاجيكستان المستقلة تظل دون تغيير، فإن سياستنا الخارجية المعروفة باسم سياسة " الأبواب المفتوحة" تهدف الى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة والإسهام في أن يتبوأ بلدنا مقعداً جديراً به في المحافل الدولية.

ونحن مستمرون في بناء علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول التي تريد الخير لنا وفي مقدمتها نقوم بتعزيز وتوسيع علاقاتنا مع أقرب جيراننا على أساس المبادئ المعترف بها من الاحترام المتبادل وحسن الجوار.

وإن العالم الحديث في حالة مستمرة من التطور والتقدم ونحن سوف نبذل قصارى جهدنا لمواكبة هذه التغيرات الكبيرة ومسايرة العصر.

وسوف نوجه كل جهودنا إلى تعزيز مكانة طاجيكستان اللائقة على الساحة الدولية باعتبارها دولة عريقة المنشأ وصاحبة حضارة يفتخر بها حتى يكون أبناؤها حيثما وجدوا في هذه المعمورة أن يعتزوا بجنسيتهم الطاجيكية ومواطنتهم الطاجيكستانية وأن يقدموا أنفسهم للعالم بأنهم ينتمون إلى هذا البلد الشامخ.

وإننا سوف نحقق أهدافنا العظيمة والنبيلة إذا كنا جميعاً متفقين في الغايات ومتحدين وأن نخدم بإخلاص لوطننا العزيز ونزيد من تعزيز حقوق وحريات الشعب والمواطنين الدستورية لضمان مشاركتهم الفعالة في إدارة شئون الدولة ونستوعب بقدر أكبر من قيم شعبنا الثقافية والمعنوية، والأهم من ذلك، أن نعلي مصالح الدولة والأمة فوق أي مصلحة أخرى.

وإن تحقيق هذه المهام يعني القيام بخدمة مخلصة للشعب هو رسالة رئيس الدولة والحكومة وبرلمان البلد وموظفي الدولة كافة.

لأن شعب طاجيكستان يتوقع منا وإياكم توفير الحياة الهانئة الكريمة له ويثق بأن طاجكستان العزيزة بفضل نشاطنا الإبداعي البناء وعملنا المخلص النزيه سوف تزداد نمواً وازدهاراً وتقدماً وتتعزز باطراد مكانتها وسمعتها في المحافل الدولية.

                                                               . وأود التأكيد مرة أخرى أن مسئولية تنفيذ هذه النوايا الحسنة تقع على عاتق كل منا

أبناء الوطن الأعزاء،

أعضاء المجلس الوطني ومجلس النواب المحترمين،

الحضور الكرام،

إني أثق تمام الثقة بالطاقات الإبداعية لكل فرد من أبناء هذا البلد ومستقبل تقدم وازدهار طاجيكستان العزيزة.

كما أنني على يقين من أن المهام المطروحة أمامنا سوف نقوم بأدائها برؤوس مرفوعة ونسخر كل طاقاتنا لتحقيق المزيد من النمو والازدهار لوطننا الحبيب – طاجيكستان.

وللوصول إلى هذا الهدف نحتاج قبل كل شئ إلى السلام والأمان والاستقرار السياسي واجتماع الشمل ووحدة شعب طاجيكستان وحب الوطن بترابه ومائه والعمل الدؤوب ليل نهار واخلاص وهمة كل فرد كريم النفس.

وإن أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء يشهدون بأني منذ اللحظات الأولى من انتخابي رئيساً للدولة وإلى يومنا هذا كرست كل يوم من حياتي كإبن مخلص لسعادة ورفاهية شعبي العزيز ولنمو وازدهار وطني وإعلاء مكانته وسمعته في العالم.

واليوم بأمر من القلب والضمير باسم الله سبحانه وتعالى، وباسم  طاجيكستان الخيّر المقدس وجبالها المثقلة بالكنوز والمعانقة للسماء ووديانها الخصبة الحاملة للذهب وحدائقها وبساتينها الغنّاء ومن أجل توقير الآباء والأمهات واحترام المراهقين والشباب والأطفال الرضع في المهود وعموماً باسم الثمانية ملايين مواطن البلد أقف هنا لأجدد قسم اليمين بأني أهب حياتي كلها وآمالي وتطلعاتي وأفكاري فداءً لخير حاضر ومستقبل شعبي العزيز وطاجيكستاني الحبيبة.

وإلى آخر رمق في بدني سوف أعمل بجد وكد للوفاء بثقة شعبي العزيز وتوفير الحياة الكريمة اللائقة لكل أسرة في البلد وإن دعت الضرورة فسوف أفدي بحياتي في هذا السبيل.

أنا اليوم إمام علي رحمان نفسه، نفس إمام علي رحمان الذي أقسم عام 1992 باسم الشعب الطاجيكي العظيم، وقطع لشعب طاجيكستان النبيل عهد الفتوة بأن يكرس كل حياته في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في الوطن واجتماع الشمل والوحدة الوطنية وتقدم وازدهار طاجيكستان العزيزة الحبيبة.

وأحمد الله بأني لم أفقد ثقة شعبي العزيزة وأنا أحني رأسي تعظيماً أمام أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء على هذه الثقة العالية الغالية.

وأبتهل إلى الله جل وعلا أن يحفظ طاجيكستان العزيزة في ظل رعايته وأن يجنب أهلها من أي مكروه وأن يسبغ على كل بيت وأسرة فيها نعمة السلام والأمان والهناء والأقبال والخير والبركات.

ونحن اليوم مرة أخرى، إذ نعبر عن وفائنا وإخلاصنا لتراب أرضنا الغالية وشعبنا العظيم ومستقبل رخاء ورفاه وطننا، نرفع أصواتنا قائلين:

عاشت طاجيكستان وعاش شعبها الطاجيكي المثقف دهوراً منصوراً وفي سلامة وعافية

فلتسطع إلى الأبد شمس السعد والحرية والاستقلال في سماء طاجيكستان 

حظاً وافراً ودرباً ناصعاً وعمراً خالداً لك يا طاجيكستان العزيزة

facebook
twitter
 
استمرار
 
استمرار
استمرار
رسالة إلى رئيس جمهورية تاجيكستان
وفقا للمادة 21 من قانون جمهورية طاجيكستان "بشأن طلبات الأفراد والكيانات الاعتبارية"، إذا ما ذكر عنوان اللقب أو الاسم أو الاسم العائلي أو الاسم الكامل أو مكان الإقامة وعنوان موقعه، او قدم خطاء وكذلك دون توقيع، تعتبر مجهولة الهوية ولن تتطرق فيها، و إذا ما لم تكن لديها معلومات عن التحضير لجريمة أو جريمة التي ما ارتكبت فيها.
Image CAPTCHA
الصحافة والإعلام لرئاسة جمهورية طاجيكستان
تلفون/ فاكس.: ٢٢١٢٥٢٠ (٩٩٢٣٧